أمد/ رام الله: قام الوزير موسى أبو زيد، رئيس مجلس إدارة المدرسة الوطنية الفلسطينية للإدارة، بزيارة رسمية إلى مقر وكالة التعاون والتنسيق التركية "تيكا" في فلسطين، حيث التقى بمدير مكتب الوكالة أورهان آيدن.

وناقش الجانبان سبل توسيع مجالات التعاون المشترك في تطوير برامج محلية وإقليمية ودولية نوعية مشتركة في مجال التدريب والاستشارات، وتبادل الخبرات في مجال التدريب الرقمي، بما يسهم في تطوير الإدارة العامة على مستوى إقليمي ودولي، وبما يُحسن الخدمات المقدمة من المؤسسات، وينعكس إيجاباً على كافة القطاعات التي تهم المواطنين. 

وخلال اللقاء، عبر  أبو زيد عن تقديره للدور الحيوي الذي تقوم به "تيكا" في دعم الشعب الفلسطيني منذ سنوات، من خلال تنفيذ مشاريع تنموية نوعية، مؤكداً أهمية تعزيز الشراكة بين تيكا والمدرسة الوطنية لمضاعفة وتعزيز أثر المشاريع المدعومة من تيكا، إذ تقوم المدرسة بدور وطني كبير لمساندة كافة مؤسسات الدولة، بالإضافة إلى قدرتها الكبيرة على التأثير من خلال علاقاتها الدولية. 

وتحدث أبو زيد  عن دور ديوان الموظفين العام في تطوير الإدارة العامة الفلسطينية لـ73 مؤسسة حكومية بما يواكب التطور العالمي للارتقاء بمستوى الخدمات العامة، وقيادة تجربة نوعية في تطوير الإدارة العامة والبحث العلمي محلياً ودولياَ.

وأوضح دور المدرسة الوطنية الفلسطينية للإدارة التي تشكل الذراع التنفيذي لهذا المسار عبر برامج تدريب  استثنائية عصرية عالية المستوى تستهدف الموارد البشرية الفلسطينية، وتنقل المعرفة والخبرة والتدريبات النوعية محلياً وإقليمياً ودولياً.

أوضح أبو زيد أن المدرسة الوطنية هي إنجاز كبير لكل الفلسطينيين ولدول الإقليم والمنطقة نظراً لبرامجه المحلية والدولية المؤثرة والفاعلة، إذ استطاعت المدرسة رغم التحديات المالية الصعبة التي تمر بها فلسطين أن تواصل عملها بكفاءة وامتياز، وأوضح أن المدرسة لديها شبكة من الخبراء في مجال التدريب والبحث العلمي والاستشارات، وأنها تمكنت من تأهيل أكثر من 250 مدرباً فلسطينياً، يشكلون اليوم نواة فاعلة في بناء قدرات بشرية ذات كفاءة وتنافسية دولية.

 وفي سياق التعاون الدولي، استعرض أبو زيد عدداً من البرامج النوعية التي نفذتها المدرسة الوطنية بالشراكة مع مؤسسات دولية، مثل برنامج إعداد القادة، ومشروع إعداد مدربين بالشراكة مع كويكا الكورية، والذي اعتبرته كوريا الجنوبية من أبرز مشاريعها عالمياً. وقيادة شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لبحوث الإدارة العامة (مينابار)، التي عقدت مؤتمرها البحثي الأخير في الأردن في نيسان 2025، إضافة إلى رئاسة فلسطين للرابطة الدولية للمدارس والمعاهد الإدارية  (IASIA)، واستضافة فلسطين لمؤتمرات دولية باقتدار مثل اجتماع الطاولة المستديرة الذي حضرته 50 دولة. 

كما أبدى أبو زيد استعداد المدرسة لتنفيذ برامج تدريب مدربين على المستوى الإقليمي على غرار تدريبات نوعية سابقة قامت المدرسة بتنفيذها لدول أفريقيا وشرق أوروبا والدول العربية، ضمن منهجية تدريبية متكاملة تجمع بين الحضور الوجاهي والتعليم الرقمي، كجزء من تأثير المدرسة كمركز إقليمي للتدريب والبحث العلمي والاستشارات كبيت للخبرة Think Tank. ومن الأمثلة على التدريبات الدولية المنفذة،  تدريب 10 دول أوروبية في المدرسة الوطنية على برامج متقدمة. 

من جانبه، عبر أورهان آيدن عن تقدير الوكالة لجهود المدرسة الوطنية الفلسطينية للإدارة، مؤكداً أن "تيكا" نفذت منذ عام 2005 أكثر من 1200 مشروع في فلسطين، في مجالات الزراعة، والتعليم، والصحة، والبنية التحتية، وأنها تولي اهتماماً متزايداً بتعزيز التعاون مع المؤسسات الحكومية الفلسطينية، ومؤسسات المجتمع المدني.

وأشار آيدن إلى توجه "تيكا" لدعم مبادرات تبادل الخبرات المؤسسية، وربط المؤسسات الفلسطينية بنظيراتها التركية، بالإضافة إلى تقديم تدريبات لبرامج إلكترونية للتدريب عن بُعد، وبرامج الكترونية لتسهيل الخدمات المقدمة للمواطنين في عدة مجالات تنموية على غرار تلك المنفذة في تركيا. كما ثمن اهتمام المدرسة الوطنية ببناء شراكة مع "تيكا"، معتبراً ذلك خطوة مهمة في مسار دعم مؤسسات الدولة الفلسطينية وتعزيز جودة الخدمات العامة.

اتفق الجانبان على المضي قدماً في بناء شراكة استراتيجية شاملة بين المدرسة الوطنية و"تيكا"، تشمل تطوير برامج محلية وإقليمية ودولية نوعية مشتركة في مجال التدريب والاستشارات، وتبادل الخبرات والدعم الفني في مجال التدريب الرقمي، بما يسهم في تطوير الإدارة العامة على مستوى إقليمي ودولي.

وأن تقدم المدرسة الوطنية برامج تدريبية لتعزيز قدرات لرؤساء المشاريع الاقتصادية والتنموية التي تمولها تيكا، وذلك لمساعدتهم على انجاح واستدامة مشاريعهم، حيث أن المدرسة الوطنية الفلسطينية للإدارة قد نفذت تدريبات نوعية مميزة سابقاً في هذا المجال وغيرها من المجالات التنموية المستدامة بالتعاون مع جهات الاختصاص لتعزيز قدرات الهيئات المحلية والجمعيات التعاونية ورياديي الأعمال. 

وفي ختام الزيارة، دعى أبو زيد مدير مكتب الوكالة أورهان آيدن لزيارة المدرسة الوطنية للإدارة للاطلاع عن قرب على مقدرات المدرسة ومرافقها المتميزة وكوادرها، وآلية عملها المستمر رغم كل الظروف الصعبة التي تعاني منها الدولة ومؤسساتها. وأعرب السيد آيدن عن رغبته الشديدة بزيارة المدرسة الوطنية التي تعتبر نموذجاً فلسطينياً ودولياً فريداً ومتميزاً.