الغارديان: الخط الأصفر "يبتلع" نصف قطاع غزة ومخاوف من حدود دائمة وضم تدريجي

تابعنا على:   22:04 2025-10-26

أمد/ لندن: يبدو أن الخط الأصفر المؤقت الذي يمثل وقف إطلاق النار في قطاع غزة بدأ يتخذ شكلًا ماديًا متزايدًا، في حين تظهر الهدنة الهشة علامات التعثر، مع ما قد يترتب على ذلك من عواقب وخيمة على مستقبل فلسطين.

ووفق تقرير لصحيفة "الغارديان" البريطانية، فإن العلامات الصفراء التي وضعها الجيش الإسرائيلي ترسّخ الانقسام الذي يقسم القطاع إلى نصفين، مع تلاشي الآمال في الانتقال إلى المرحلة التالية من الهدنة.

وبدأت القوات الإسرائيلية بالفعل بتركيب علامات خرسانية صفراء كل 200 متر لتحديد المنطقة المتبقية تحت السيطرة الإسرائيلية، خلال المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار.

ويقسم هذا الخط غزة إلى نصفين تقريبًا، ففي الجزء الغربي، تسعى حماس إلى إعادة فرض سيطرتها في الفراغ الذي خلّفه الانسحاب الإسرائيلي الجزئي، من خلال تنفيذ إعدامات علنية لأعضاء الميليشيات أو العصابات المنافسة.

وفي النصف الآخر من غزة، والذي يشمل القطاع الشرقي والحدود الشمالية والجنوبية، عزز الجيش الإسرائيلي عشرات المواقع العسكرية، وأطلق النار على أي شخص يقترب من الخط، سواء كان محددًا بكتل صفراء أم لا.

وتأتي سياسة إطلاق النار الحر على طول الخط، والتي أمر بها وزير الدفاع، يسرائيل كاتس، في أعقاب هجوم وقع يوم الأحد 19 أكتوبر/ تشرين الأول في مدينة رفح الجنوبية، وأسفر عن مقتل جنديين إسرائيليين.
عقبات هائلة

وبعد مرور أسبوعين على وقف إطلاق النار، لا يزال أكثر من عشرين فلسطينيًا يُقتلون يوميًا، وكثير منهم على مقربة من الخط الأصفر. ونتيجة لذلك، لا يعود سوى عدد قليل جدًا من النازحين إلى المنطقة الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية.

كما لا تزال العقبات السياسية هائلة أمام الانتقال إلى مرحلة ثانية من وقف إطلاق النار، والتي ستشمل نزع سلاح حماس واستبدالها بقوة استقرار متعددة الجنسيات، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من الخط الأصفر إلى مواقع أقرب إلى حدود غزة.

ويعارض الجناح اليميني في الائتلاف الحاكم لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بشدة أي انسحاب إضافي، وتدويل السيطرة على غزة.

وفي ظل هذا المأزق، يواصل الخط الأصفر اتخاذ شكل أكثر ديمومة، ويشار إليه بشكل متزايد في وسائل الإعلام الإسرائيلية باسم "الحدود الجديدة".

وفي مقال كتبه في صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، توقع المراسل العسكري، يوآف زيتون، أن يتطور الخط الأصفر إلى "حاجز مرتفع ومتطور من شأنه أن يقلص مساحة قطاع غزة، ويوسع منطقة النقب الغربي، ويسمح ببناء مستوطنات إسرائيلية هناك".

وقال جيريمي كونينديك، رئيس منظمة "لاجئون الدولية" المدافعة عن حقوق اللاجئين والمسؤول السابق في مجال المساعدات الأمريكية: "يبدو الأمر وكأنه ضم تدريجي فعلي لقطاع غزة".

وبموجب شروط وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة والذي دخل حيز التنفيذ في العاشر من أكتوبر/ تشرين الأول، فإن انسحاب الجيش الإسرائيلي إلى الخط الأصفر يعني احتلاله 53% من قطاع غزة.

لكن تحليلًا أجرته هيئة الإذاعة البريطانية عبر الأقمار الصناعية للعلامات الصفراء الجديدة، أشار إلى أنها وضعت على بعد مئات الأمتار من الخط المقترح، وهو ما يمثل استيلاء آخر كبيرًا على الأراضي.

اخر الأخبار