
دون تدخل السلطة الفلسطينية..
"هآرتس": واشنطن تخطط لتولي توني بلير رئاسة حكومة مؤقتة في غزة

أمد/ تل أبيب: أفاد مصدر سياسي إسرائيلي لصحيفة هآرتس العبرية، أن البيت الأبيض يُطلق خطةً يرأس بموجبها رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير إدارةً مؤقتة لقطاع غزة، دون إشراك السلطة الفلسطينية في المرحلة الأولية.
وحسب تقرير نُشر الأسبوع الماضي في موقع "Times of Israel"، والذي أكد مصدر عربي تحدث إلى "هآرتس" صحة تفاصيله، فإن الخطة تتضمن إنشاء هيئة دولية تشرف على إعادة إعمار القطاع وإدارته لعدة سنوات. ووفقاً للتقرير، سيتم خلال هذه الفترة نشر قوة دولية في غزة لتأمين الحدود ومنع حركة حماس من إعادة تنظيم صفوفها.
وأوضح المصدر الإسرائيلي أن هذه الخطة "تتبلور وتأخذ شكلاً فعلياً"، وتحظى بدعم كامل من الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، كما أنها لا تُقابل برفض من قبل الحكومة الإسرائيلية.
وبحسب المصدر العربي، فإن الهيئة الدولية ستحصل على تفويضها من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، ومن المفترض أن تعمل بالتنسيق مع السلطة الفلسطينية، على أن تُنقل لها لاحقاً مسؤولية الحكم. ومع ذلك، أشار المصدر العربي إلى أن خطة بلير غامضة جداً فيما يتعلق بتوقيت نقل السلطة إلى يد السلطة الفلسطينية، ولم يُذكر فيها جدول زمني واضح. وأضاف أنه هناك تخوف من أن يستغل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هذه الغموض لعرقلة إشراك السلطة في إدارة غزة.
يُذكر أن نتنياهو، والوزير للشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، يعارضان بشدة عودة السلطة الفلسطينية للسيطرة على قطاع غزة. ووفقاً للمصدر الإسرائيلي، فإن "هناك حساسية" بشأن تسليم الحكم للسلطة، وأضاف: "السلطة كيان معقد، وقد يكون الأمر بصيغ مختلفة، لكن لا أرى أن السلطة ستتسلم مسؤولية رسمية"، كما شدد المصدر على وجود تعقيدات بشأن استمرار وجود حماس في غزة، لكن إسرائيل لا تستبعد "مشاركة قوة دولية إلى جانب بلير".
في السياق نفسه، قال مصدر رسمي في البيت الأبيض إنه خلال الاجتماع الذي جرى قبل يومين بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وزعماء الدول العربية والإسلامية، قدّم المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، خطة لمرحلة ما بعد الحرب في غزة. ووفقاً للمصدر، فإن الخطة تشمل بدء حوار بين إسرائيل والفلسطينيين، واستعادة جميع الرهائن، وضمان عدم تنفيذ هجمات مستقبلية على قطر.
عُقد الاجتماع على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وحضره أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ووزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، وملك الأردن عبد الله الثاني، ورئيس إندونيسيا برابوو سوبيانتو، ورئيس تركيا رجب طيب أردوغان.
وقال المصدر: "الرئيس تحدث مع الزعماء العرب حول مرحلة ما بعد الحرب ودورهم فيها، وقد خرجوا بانطباع إيجابي. لا أعلم إن كان قد عرض عليهم وثيقة أو نقاطًا محددة، لكنه أكد أنه بحاجة إلى شراكتهم في المرحلة القادمة".
مصادر عربية تحدثت إليها صحيفة "هآرتس" خلال الأشهر الماضية لم تعطِ إجابات واضحة بشأن ما إذا كانت دول مثل مصر، الإمارات، أو الأردن مستعدة لإرسال قواتها إلى غزة إذا انسحبت إسرائيل منها.
ووفقاً لعدة مصادر وتقارير، فإن مصر تقوم حالياً بتدريب عدة آلاف من الجنود الفلسطينيين من الضفة الغربية ليتولوا لاحقاً المسؤولية الأمنية في غزة، ولكن من غير المؤكد أن توافق مصر على إرسال قواتها إلى القطاع لمحاربة حماس أو للحد من قوتها.
وقال المصدر السياسي: "الدول العربية أيضاً تتحدث عن إخراج حماس، لكن السؤال هو: ما المقصود بذلك عملياً؟ نحن أيضاً سنسأل ترامب: هل ستتخلى حماس عن سلاحها؟ هل ستغادر غزة؟"
وأضاف أن استعداد الدول العربية والإسلامية لإرسال قوات لحفظ السلام أو الاستقرار إلى غزة لن يكون ذا فائدة إذا استمرت حماس بالسيطرة على مفاصل مهمة، مضيفاً: "في هذه الحالة سيظل لحماس نفوذ يفوق أي قوة يتم إرسالها".
وتُتوقع إثارة هذه القضايا في الاجتماع المرتقب بين نتنياهو وترامب في واشنطن يوم الإثنين المقبل، والذي وصفه المصدر بأنه "هام".
وكان نتنياهو قد وصل مساء اليوم إلى نيويورك، ومن المقرر أن يلتقي مع رئيس الأرجنتين خافيير ميلي، ورئيس باراغواي سانتياغو بينيا بالسيوس، ورئيس صربيا ألكسندر فوتشيتش. وتجري حالياً ترتيبات لتحديد مواعيد لقاءات إضافية.
وقبل مغادرته إلى نيويورك، نشر نتنياهو بياناً أكد فيه وجود مفاوضات مع سوريا، إلا أن التوصل إلى اتفاق مشروط بـ"ضمان مصالح إسرائيل، بما في ذلك نزع السلاح من جنوب غرب سوريا والحفاظ على أمن وسلامة الدروز هناك".
ووفقاً للمصدر الذي تحدث إلى "هآرتس"، لا يوجد حالياً اختراق في هذه المحادثات. وأضاف أن أحد بنود المفاوضات هو انسحاب إسرائيل من المناطق التي احتلتها في سوريا بعد سقوط نظام الأسد.
وقال المصدر: "إذا انسحبنا – متى؟ وكيف؟ – هذا قيد التفاوض". وأشار إلى أن توقعات الطائفة الدرزية في إسرائيل "مرتفعة جداً".
مصادر درزية تحدثت إلى "هآرتس" خلال الأسابيع الماضية قالت إن العديد من أفراد الطائفة الدرزية في محافظة السويداء يتطلعون إلى الحصول على نوع من الحكم الذاتي تحت رعاية إسرائيل.
وقال المصدر الإسرائيلي إن الاتفاق الجاري التفاوض بشأنه مع سوريا من المفترض أن يتضمن تغييرات داخلية في النظام فيما يتعلق بالدروز، بالإضافة إلى إنشاء ممر إنساني.
ولم يتضح بعد ما إذا كان هذا الممر سيوفر اتصالاً فعلياً بين إسرائيل ومحافظة السويداء، ومن سيتولى الإشراف عليه والسيطرة.